2.06.2011

الثورة لمصر

خطاب لرفيق أناركي نقابي في مظاهرة احتجاجية أمام السفارة المصرية في بولندا

شاركت فروع جمعية العمال العالمية International Workers Association المنظمة الأناركية النقابية الأممية في مظاهرات التضامن مع ثورة الشعبين المصري و التونسي في كل مكان أمكنها ذلك . هنا خطاب أحد الرفاق الأناركيين من المنتسبين لتلك المنظمة الأممية أمام السفارة المصرية في بولندا .

الثورة لمصر

الرغبة المحلة في الحرية و الكرامة تضطرم اليوم في مصر . إننا ندعم هذه الرغبة في التغيير , في المزيد من الحرية و نحو فرصة لكي يرسم الإنسان حياته بنفسه . نحن فقط نطرح السؤال : ماذا بعد ؟

هل سيستبدل الشعب المصري قائدا سلطويا فوق العادة بآخر يبقى في السلطة لفترة أقصر ؟ أو أن السلطة ستنتقل فقط من مجموعة ضيقة من الحكام إلى مجموعة أوسع قليلا ؟ أم أن يمارس الشعب بنفسه سيطرة أكثر مباشرة على حياته , محددا ممارسات اتخاذ القرار في مكان السكن و العمل ؟

هل سيحقق الناس تغيير النظام ثم يعودوا ليصبحوا مجرد مراقبين سلبيين طوال الفترة المتبقية من حياتهم ؟

هل ستعني الحرية غياب المراقبة و السيطرة الحكومية و الدينية أم أنها ستكون مجرد إيماءة رمزية ؟

و هل ستعني التغييرات في الاقتصاد نفس الشيء : أي أن تبقى الملكية في أيدي الأغنياء , بينما الجماهير العريضة ستبقى تكدح في حالة من الفقر ؟ أو أنها ستعني الملكية الجماعية و التوزيع المتساوي ؟

يذكر الشعب في بولندا ذلك الوقت عندما كانت "الحرية" هي أحد أهم شعارات حركة ألهمت الجماهير لتفرض تغييرات في طبيعة النظام – و نجحت في ذلك .

لكن الذي حدث فيما بعد للكثير من مطالب الحركة يجب أن يكون تحذيرا للجميع . فبدلا من انتزاع المزيد من السيطرة في مكان العمل , حصلنا فقط على تمثيل رمزي . و بدلا من التحسن العام في ظروف الحياة للجميع , حصلنا على نخب ذات أحوال مزدهرة و فقر واسع الانتشار . و عوضا عن إعطاء الجيل القادم الأمل في حياة أفضل , جرى إرهاقه و إثقاله بالمنافسة و والمجهول و الظلم الطبقي . و عوضا عن العمل بكرامة كان علينا أن نستجدي كسرات الخبز من أرباب عملنا و أن نقبل كل أشكال الإذلال للبقاء على قيد الحياة في هذا الاقتصاد . و عوضا عن إقامة مجتمع أكثر عدالة حصلنا على مجتمع يتألف ممن يملك و من لا يملك مع تفاقم بؤس الفقراء .

سياسيا استبدلنا زمرة من الحكام السلطويين بعصابات من الرجال بقيت في السلطة لعقود , لقد استبدلنا الحرمان السياسي بالسلبية و الازدواجية السياسيين .

أمنيتنا للشعب المصري و لكل من سيتبعهم أن يقوموا بعمل أفضل في النضال و ألا يتنازلوا عن قوتهم الفعلية للزمرة التالية من القادة الذين يزعمون لكم أنهم يمتلكون الحلول ! نظموا أنفسكم : في لجان الأحياء , في اتحادات و مجالس أماكن العمل , في فيدراليات محلية , و حتى على المستوى الأممي . أبقوا السلطة أقرب ما يكون من الشارع – اتخذوا القرارات بديمقراطية مباشرة , في جمعيات مفتوحة أمام الجميع , و ليس باختيار القادة الذين لن يكونوا مسؤولين أمامكم ! إن أي ناس تختاروهم ليمثلوكم , يجب أن يكونوا مسؤولين مباشرة أمام الناس , عن القرارات التي يتخذونها فيم بينهم على أكثر مستوى قاعدي ممكن ! لا تسمحوا بأن تحكموا , لأنكم عندما تحكمون فإن هذا يعني أنكم ستفقدون حريتكم !

أيها الشعب المصري ! إن علامة التقدم الحقيقي هي الحركة نحو مساواة حقيقية : المادي و الاجتماعي . إن "الثورة" لا شيء ما لم تأخذ الجماهير العريضة من الفقراء المصريين بعيدا عن الفقر , الإذلال , و البؤس إلى وضعية مواطنين متساوين , ليس فقط بحقوق متساوية , بل أيضا بظروف حياة متساوية .

أيها الشعب المصري ! انهض , لكن ليس فقط ضد قيادتك السياسية الحالية ! تنظم ضد السادة الذين يستعبدونك و ضد النظام الذي يبقي الجماهير في حالة من الفقر و الحاجة .

لتحيا الحرية و الثورة – الثورة الحقيقية , ليس مجرد تغيير النظام ! الحرية الحقيقية – الديمقراطية المباشرة , دون سادة و حكام .

No comments:

Post a Comment